التكنولوجيا قوة حية يمكنها توسيع قدراتنا الفردية إذا استمعنا إلى ما تريده
يمثل هذا الكتاب نتاج 7 سنوات من الاستقصاء أجراها المحرر التنفيذي المؤسس لمجلة «وايرد»، كِفين كِلِّي، ليقدم إجابات حول ماهيّة التكنولوجيا التي حيرته للوهلة الأولى.
وبعد هذه الرحلة الاستقصائية خرج المؤلف وهو يحمل بين يديه مصطلحاً جديداً للتعبير الدقيق عن منظومة التكنولوجيا العظمى الشاملة الهائلة المترابطة التي تتبختر حولنا، عبر تسميتها بالـ«تكنيوم» Technium.
ويصف كِلِّي هذا المصطلح بأنه أبعد من الأجهزة Hardware البراقة ليتضمن الثقافة والفنون والأنشطة الاجتماعية والإبداعات الفكرية من كل الأنواع، وهو يتضمن غير الملموسات، التي من مثل البرمجيات والقوانين والمفاهيم الفلسفية. والأهم من ذلك، هو أنه يتضمن الدوافع المولّدة لابتكاراتنا والمحفزة لصنع مزيد من الأدوات ومزيد من الاختراعات التكنولوجية ومزيد من الترابطات الذاتية التحسين.
ويدعو الكاتب في ثنايا هذا السفر إلى النظر للتكنيوم باعتبارها منظومة حية وقوة عظيمة في عالمنا، شأنها شأن الطبيعة، وأن استجابتنا له يجب أن تكون مشابهة لاستجابتنا لها.
وبحسب المؤلف، فإننا لا نستطيع أن نطلب إلى التكنولوجيا أن تخضع لنا أكثر مما نطلب من الحياة أن تفعل ذلك. وأحياناً علينا الاستسلام لتفوقها، والتنعم بوفرتها، وأحياناً أخرى، علينا أن نحاول حني مسارها ليتلاقى مع مسارنا. وليس علينا فعل كل شيء يريده التكنيوم، لكن يمكن أن نتعلم أن نتظافر مع قوته بدلاً من معاكستها.
واستناداً على ذلك، يرسم الكتاب نحو عشرة مسارات للتكنولوجيا في العقود القادمة، ويرينا كيف يمكننا وضع أنفسنا ضمنها والاستفادة من إمكاناتها التي لا تحصى.